نحو الحرية يتجه اهالي بلديتي كفريا والفوعة المحاصرتين بعد أكثر من ثلاث سنوات من الحصار المطبق والمعاناة التي لم يُعِر المجتمعُ الدولي ومنظمات حقوق الانسان أي اهتمام لها،.
وفي مقابل التقاعس الأممي هذا، أظهر أهالي البلدتين صلابةً قلَّ مثيلها في محاربة الحصار والجوع والأزمات المعيشية من جهة والتصدي للهجمات الإرهابية المتكررة ومحاولات الدخول إلى بلدتيهم من جهة ثانية، محققين انتصاراً ظهرت تجلياته اليوم، في وقت يمضي الجيش السوري في تحرير ما تبقى من أراض لا تزال تحت سيطرة الجماعات المسلحة في محافظة درعا، بعدما بات يسيطر على أكثر من تسعين بالمئة من مساحتها.
إذاً، جرى التوصل إلى اتفاق يقضي بتحرير الآلاف من أهالي بلدتيْ كفريا والفوعة المحاصرتين في ريف إدلب ومن تبقى من مختطفي بلدة اشتبرق الواقعة في منطقة جسر الشغور غرب المدينة.
وكان اكتمل صباحاً دخول الحافلة الأولى، من أصل 60 حافلة، إلى بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين عن طريق معبر الصواغية قادمةً من معبر العيس بريف حلب الجنوبي، ثم استُكمل دخول عشرات الحافلات وسيارات الإسعاف تباعاً لإتمام عملية إجلاء الأهالي.
وتعد الفوعة وكفريا البلدتين الوحيدتين المحاصرتين حالياً في سوريا بحسب الأمم المتحدة بعدما استعادت القوات الحكومية السورية خلال عمليات عسكرية وبموجب اتفاقات إجلاء العدد الأكبر من المناطق التي كانت تحاصرها في سوريا على رأسها الغوطة الشرقية قرب دمشق العام الحالي.
وقد سيطرت الجماعات المسلحة عام 2015 على كامل محافظة إدلب باستثناء بلدتي الفوعة وكفريا، ومنذ تلك الفترة جرى على مراحل إجلاء الآلاف من سكان البلدتين. ففي نيسان عام 2017 وبموجب اتفاق بين الحكومة السورية والمسلحين، حصلت أكبر عملية إجلاء منهما وتعرضت حينها قافلة للمغادرين لتفجير ارهابي كبير أدى الى استشهاد حوالى مئة وخمسين شخصاً بينهم اثنان وسبعون طفلا.